الرئيسية
الوجدان السياسي
مرحباً..اعتقد اننا نتفق جميعاً في ان وطننا الغالي بحاجة الي تثقيف سياسي..الي نضج سياسي..الي زيادة الوعي..الي تثقيف..انني اقترح طرح هذا الموضوع للنقاش..للدراسة..للمقترحات..و للتفعيل..لتحديد الاسباب..و العلاج بهدوء..و
بادئ ذي بدء..هل يجب ان يتلازم التطوير الاقتصادي مع تكوين وجدان سياسي في المجتمع..بمعني..هل يجب ان تُوضع الخطط الاقتصادية اللازمة لرفع المستوي المعيشي اولاً ثم نفكر في الاعداد السياسي للمجتمع..
نتفق علي وجود حالة من الامية السياسية..و الأسباب كثيرة جداً..و العوامل التي ادت اليها تحتاج الي دراسات و ابحاث..و هي عوامل تتناقض مع الطبيعة..
نتفق علي وجود حالة من الامية السياسية..و الأسباب كثيرة جداً..و العوامل التي ادت اليها تحتاج الي دراسات و ابحاث..و هي عوامل تتناقض مع الطبيعة المصرية التي تتمتع بالايجابية..هي امتداد لسنوات السجن الحربي..و مراكز القوي في الخمسينات و الستينات..و البوليس السياسي و الاحتلال في مرحلة ما قبل 1952و الامية العلمية التي الغت ثقافة الفعل و اوجدت ثقافة رد الفعل ان وُجد..الامية السياسية التي افرزت الغالبية الصامتة الني تخشى عمليات التطوير خوفاً من المجهول..عدم وجود اسلوب التثقيف الذاتي الذي كان الرافد الاساسي لنجوم المجتمعات المختلفة..و عندما طرحت سؤالي الخاص عن جدوي تلازم التطويرين السياسي و الاقتصادي..ذلك لأنني كنت دوماً استمع الي ان الشعب الجوعان لا يفكر في وجدان سياسي او تربية سياسية..و برغم تحفظي علي هذا المنطق..الا انه يسجل واقع فكري موجود عند الاكثرين من الشعب..و هنا لنا وقفة..كيف نطرح عملية التثقيف السياسي بالتوازي مع الاهتمام الاقتصادي..كيف نُوجد تربية سياسية عامة و علي مستوي الأسر المصرية مع ايجاد حالة انتماء للوطن..
نحن احوج ما نكون الي تربية سياسية..و تكوين وجدان سياسي..و بالطبع لا يعني هذا ايجاد نهج سياسي احادي الرؤية..بل ان تعدد وجهات النظر هو طبيعة الحياة..و الوطن احوج ما يكون الي ايجاد قيمة الانتماء..و التربية السياسية تنشأ اولاً من الاسرة..هذه نقطة بدء..
الأسرة..هي نواة النشأة الاولي في حياة الانسان..و اري ان البداية في تكوين وجدان سياسي يأتي من الاسرة..نعم..ان الشغل الشاغل لولي الامر هو توفير الحياة الكريمة..و لكن وجود حوار سياسي و لو لمتابعة الامور الرئيسية او حتي عناوين الاخبار و التعليق العادي عليها..هو كفيل و كاف لاطلاق عملية تنوير في عقول النشء..كما ان ايجاد حالة انتماء للوطن الغالي يقع اول مايقع علي كاهل الاسرة و ولي الامر..
العَلَم..من اهم ادوات الانتماء و تكوين وجدان سياسي..و المُدهش انه لا يظهر الا في مباريات كرة القدم..او في المناسبات الرياضية التي يشارك فيها فريق من وطننا الغالي..من الضروري ان يكون العَلم موجوداً في كل منزل..و ان ينال احترامه كونه رمز للوطن الغالي..و يتم هذا بإشراف ولي الامر..
القصص..و هو اسلوب ناجح و جذّاب..من السهل ان يضيف اولياء الامور في قصصهم التي يقصونها علي ابنائهم قصصاً و طنية..قصصاً من ابطال وطنيين عبر التاريخ..قصص تُدعم الوجدان لأبناء الوطن..
الجرائد..من وسائل التثقيف العام..و لها فوائد في تكوين وجدان سياسي..و ايجاد اطار من المناقشات السياسية المفيدة لبنيان العقول..و تتنوع من قومية و حزبية الي كافة الانواع.
الندوات..من افضل الوسائل ليست فقط لتكوين وجدان سياسي ..بل و اثرائه..ان المناقشة المنضبطة ذات هدف مُحَدد سلفاً مع وجود عقليات مثقفة يمكن ان تؤدي الي ندوة ناجحة..ان المناقشات السياسية المحترمة تصل الي احترام الاراء مهما تباينت..و احترام عدم حَجر فكر علي فكر..و الوصول الي الهدف الاعظم..صالح الوطن..و تنوير المجتمع..
الرموز..توجد انواع من الرموز..سواء كات بشراً او غير ذلك مثل العَلم..سنبدأ بالرموز من رجالات الوطن..الرمز الايجابي و السلبي..الرموز بمختلف تصنيفها..اذ ان التصنيف حتماً يختلف..هنا نحن نتحدث عن تكوين وجدان سياسي..بمعني نذكر رجالات الوطن بدءاً من الملك مينا نارمر حتي مصر الحديثة..نذكر الايجابيات و السلبيات..في اطار محايد ..للوصول الي تكوين وجدان سياسي يحتمل التعددية و احترام تباين الاراء..دون توجيه او تحديد تيار..اذ ان تكوين وجدان سياسي هو مرحلة اولي تسبق تحديد تيار سياسي او مرحلة التوجيه السياسي..و عندما يحدد المرء تياره السياسي يبدأ تلقائياً في تحديد الرموز الايجابية من السلبية..حسب تياره و وجهة نظره التي تهيأ علي احتمال و احترام غيرها..و النوع الآخر مثل العَلم او الاثار او الممتلكات العَامة..هذه ايضاً رموز يقبلها البعض دون الآخر مثل الآثار التي قد لا يميل البعض لها..او حتي العَلم الذي لا يقبله البعض..اما في مرحلة الوجدان السياسي يجب ان يتعين علي المواطن ان يدرك ماهية هذه الرموز..و ان يحترمها..ثم يحدد مدي قبوله لها من عدمه مع الاحتفاظ بالاحترام لها في مرحلة التوجيه السياسي..
مرحباً..اجمع جُل المؤرخين علي ان مصر الحديثة بدأت مع عهد محمد علي عام 1805و لست اعلم هل يوجد رأي آخر بالنسبة لذلك..و اذا عدنا الي موضوعنا..الوجدان السياسي..الطريق الي تربية سياسة..فانني اري انه يتعين علينا احترام الرموز..حتي لو اختلفنا معها..و نأخذ محمد علي كمثال..هو مؤسس مصر الحديثة حسب تعبير المؤرخين..و له ايجابياته و سلبياته..علي الرغم انه لم يكن مصرياً علي الاطلاق..و أسس نظاماً مَلكياً ليس مصرياً علي الاطلاق..و يُعَد محمد علي نقطة خلاف بين ذوي الانتماءات السياسية المختلفة..الي درجة رفض البعض اقامة احتفالية بمناسبة مرور 200 عام علي توليه حكم مصر..و ما ادعو عليه هو احترام الرموز لانهه يرمزون للوطن..و في مرحلة التوجيه السياسي او الانتماء الي تيار دون الآخر يمكن للمواطن ان يحدد رأيه في الرموز..
الرمز لُغوياً عو لفظ مجرد يشير الي المرموز له فقط..بغض النظر ان كان رمزاً ايجابياً او سلبياً..بمعني..الصليب المعقوف هو رمز للنازية..هذا معروف..و لكن الاراء تباينت..بين النازيين الجدد الذين يرحبون بالرمز و المرموز له..و بين ضحايا النازية و الكثيرين ممن يرفضون الرمز و المرموز له..كلمة رمز هو لفظ مجرد يشير للمرموز له فقط..برج القاهرة مثلاً..يرمز الي مدينة القاهرة و الي عصر يرفضه الكثيرون و يقبله غيرهم..و الي موقف عن الامانة و عدم الخيانة كان حلقة الوصل فيه السيد حسن التهامي..و الموقف قابل للتصديق و للتكذيب..الا ان برج القاهرة هو مجرد رمز للقاهرة سواء رفضه البعض او قبله البعض الآخر..الهرم الاكبر و هو من رموز مصر القديمة..يقبله البعض كتحفة معمارية حضارية..و يرفضه البعض لانه مقبرة ملك..الا انه في النهاية رمز من رموز مصر القديمة..و في الوجدان السياسي..اري انه يتم التعريف بكل الرموز الشخصية و المادية للوطن..و في مرحلة التثقيف السياسي..يتم قبول و رفض الرموز تبعاً للاتجاه السياسي للمواطن..مع ضمان احترام كل الرموز كجزء من ثقافة التعددية و احترام الآراء الاخري..
المتاحف..ان زيارة المتاحف علي اختلافها لها تاثير عميق في عملية تكوين وجدان سياسي..و وضع اطار لنشأة سياسية..و المتاحف انواع..و اصناف..و لسنا في مجال لذكر انواعها هنا..الا انه شعور جيد ان في الوطن الغالي هذا الكم الكبير و المتنوع منها..من الضروري تشجيع نوعية الرحلات الي المتاحف التي تقوم بها المدارس و الاندية و الجامعات و المكتبات..و بالاضافة الي الرحلات الاسرية..خاصة ان الثقافة المصرية لم تعتد علي مبدأ الاجازة الاسبوعية و استثمارها فكرياً و ترفيهياً..و تربوياً..
المخابرات..من الأمور الني تُذكي الاحساس يالوطنية..و الانتماء..و ايجاد وجدان سياسي..تلقين النشء عن الابطال الذين عاتوا الامرين فداء للوطن..و ضحوا باعصابهم لعلاء شأنه..
من قرأ عن موضوع الحفّار..القصة التي حدثت عام 1969و التي تملأ نفوسنا بالفخر..من الضروري ان يتم التعريف دوماً بهذه البطولات لتدعيم تكوين وجدان سياسي قائم علي الانتماء..
كلما نضج الشعب و ازداد وعيه..كلما اصبح وجود وجدان سياسي ..و تكوين تربية سياسية..بمثابة امر طبيعي..و ليس ترفاً..إذ ان في ظل الجمود المعيشي و العلمي و الثقافي و السياسي..تصبح التربية السياسية امراً غير طبيعياً او غير مألوفاً..بل ربما يتحول الطموح العلمي و التركيز الأسري علي رفع مستوي المعيشة الي مبررات لتجاهل التربية السياسية..و يتحول ايجاد طريق سياسي و تعريف سياسي و تكوين سياسي عند النشء بمثابة امر تكميلي غير ضروري..نعم..ان وطننا الغالي في أمس الحاجة الي تربية ابنائنا علي وجدان سياسي محترم و راق..
الشهيد السادات 1 من العجيب ان يتوافر لرجل واحد وجدان سياسي ثري دوناً عن سائر الناس..و الأكثر عجباً ان يكون هذا الرجل رئيس الجمهورية..الذي استشرف المستقبل..ومضي في طريقه كالسهم..و افتقد الكثيرون الرؤية السليمة..بل و اتهموه بالخيانة..كان يسعي في نشر الديموقراطية..و دفع ثمن تعطش شعبه لحرية التعبير التي هي ركيزة اساسية في الديموقراطية..و اتخذ قرار سبتمبر الشهير..هذا القرار الديكتاتوري شكلاً..الحريص علي مصلحة وطنه موضوعاً..بل و كان استشهاده بهذه الصورة الدراماتيكية خير حماية لهدفه..اذ امتنعت اسرائيل عن الحديث بتعجيل التطبيع بسبب حالة الصدمة نتيجة النهاية المؤلمة..و استمر الجمود طيلة الستة اشهر دون ضغوط..و استلمت مصر ارضها..و لنا عودة..
مدينة السلام..هي شاهد فعلي عن موضوع الوجدان السياسي..إذ ان ازدهارها بدأ بإصرار الشهيد السادات علي استعادتها حرباً ثم سلماً..ذلك بسبب وجدان سياسي ثري استشرف الميتقبل و قرأ الواقع قراءة سليمة..قال موشي ديان وير الدفاع الاسرائيلي ابان نصر اكتوبر الخالد و وزير الخارجيبة ابان عملية كامب ديفيد ان شرم الشيخ في حالة حرب افضل من سلام بدون شرم الشيخ..و استمر الازدهار مع الرئيس مبارك الذي اكمل سياسات الشهيد السادات رغم الضغوط التي ادت الي اغتيال الشهيد السادات و الحالة المرتبكة في الوطن..و الرئيس مبارك في هذا صاحيب وجدان سياسي ثري و نقي..و الارهاب الذي اصاب مدينة السلام ليلة الاحتفال بذكري الصورة هو نتيجة فقر بل انعدام في الوجدان السياسي..لن نناقش الموقف من الناحية الامنية..و لكن بافتراض ان المرتكبين مصريون بغض النظر عن المخططين..فاننا نقف امام انعدام الوجدان اسياسي عند المنفذين..شتان الفارق بين المصري الذي اُريقت دماؤه في سيناء ليحررها عبر الحروب المخالفة..و بين المصري _المُفترض_ الذي اراق دماءه ليدمرها..ربما يكون هذا الحادث بمثاية الصدمة المطلوبة لاضاءة الطريق امام عملية تكوين وجدان سياسي عام يقوم بتوحيد الجميع امام الحفاظ علي الوطن..و الانتماء اليه..ربما يكون هذا الحادث الارهابي البشع بمثاية شعلة..شعلة تنوير سياسي من مدينة السلام..
الآن..ماذا يمكن ان نقدم اثراءاًً للوجدان السياسي الحالي..نقدم الايجابية..هي ما نحتاجه الآن في هذه المرحلة..الإيجابية..
الإيجابية..اود أن اسجل إعجابي بإيجابية الذين حضروا مؤتمرات المرشحين لرئاسة الجمهورية..كان حضوراً مُكثفاً..و مُعبراً..و التجربة حركت الكثير من الركود السياسي..و اود ان اشيد كمواطن بجميع التيارات..و نرجو ان ندخل مرحلة اكثر تطوراً في تعميق الوجدان السياسي..و الوعي الوطني ..
مرحباً..اعتقد اننا نتفق جميعاً في ان وطننا الغالي بحاجة الي تثقيف سياسي..الي نضج سياسي..الي زيادة الوعي..الي تثقيف..انني اقترح طرح هذا الموضوع للنقاش..للدراسة..للمقترحات..و للتفعيل..لتحديد الاسباب..و العلاج بهدوء..و
بادئ ذي بدء..هل يجب ان يتلازم التطوير الاقتصادي مع تكوين وجدان سياسي في المجتمع..بمعني..هل يجب ان تُوضع الخطط الاقتصادية اللازمة لرفع المستوي المعيشي اولاً ثم نفكر في الاعداد السياسي للمجتمع..
نتفق علي وجود حالة من الامية السياسية..و الأسباب كثيرة جداً..و العوامل التي ادت اليها تحتاج الي دراسات و ابحاث..و هي عوامل تتناقض مع الطبيعة..
نتفق علي وجود حالة من الامية السياسية..و الأسباب كثيرة جداً..و العوامل التي ادت اليها تحتاج الي دراسات و ابحاث..و هي عوامل تتناقض مع الطبيعة المصرية التي تتمتع بالايجابية..هي امتداد لسنوات السجن الحربي..و مراكز القوي في الخمسينات و الستينات..و البوليس السياسي و الاحتلال في مرحلة ما قبل 1952و الامية العلمية التي الغت ثقافة الفعل و اوجدت ثقافة رد الفعل ان وُجد..الامية السياسية التي افرزت الغالبية الصامتة الني تخشى عمليات التطوير خوفاً من المجهول..عدم وجود اسلوب التثقيف الذاتي الذي كان الرافد الاساسي لنجوم المجتمعات المختلفة..و عندما طرحت سؤالي الخاص عن جدوي تلازم التطويرين السياسي و الاقتصادي..ذلك لأنني كنت دوماً استمع الي ان الشعب الجوعان لا يفكر في وجدان سياسي او تربية سياسية..و برغم تحفظي علي هذا المنطق..الا انه يسجل واقع فكري موجود عند الاكثرين من الشعب..و هنا لنا وقفة..كيف نطرح عملية التثقيف السياسي بالتوازي مع الاهتمام الاقتصادي..كيف نُوجد تربية سياسية عامة و علي مستوي الأسر المصرية مع ايجاد حالة انتماء للوطن..
نحن احوج ما نكون الي تربية سياسية..و تكوين وجدان سياسي..و بالطبع لا يعني هذا ايجاد نهج سياسي احادي الرؤية..بل ان تعدد وجهات النظر هو طبيعة الحياة..و الوطن احوج ما يكون الي ايجاد قيمة الانتماء..و التربية السياسية تنشأ اولاً من الاسرة..هذه نقطة بدء..
الأسرة..هي نواة النشأة الاولي في حياة الانسان..و اري ان البداية في تكوين وجدان سياسي يأتي من الاسرة..نعم..ان الشغل الشاغل لولي الامر هو توفير الحياة الكريمة..و لكن وجود حوار سياسي و لو لمتابعة الامور الرئيسية او حتي عناوين الاخبار و التعليق العادي عليها..هو كفيل و كاف لاطلاق عملية تنوير في عقول النشء..كما ان ايجاد حالة انتماء للوطن الغالي يقع اول مايقع علي كاهل الاسرة و ولي الامر..
العَلَم..من اهم ادوات الانتماء و تكوين وجدان سياسي..و المُدهش انه لا يظهر الا في مباريات كرة القدم..او في المناسبات الرياضية التي يشارك فيها فريق من وطننا الغالي..من الضروري ان يكون العَلم موجوداً في كل منزل..و ان ينال احترامه كونه رمز للوطن الغالي..و يتم هذا بإشراف ولي الامر..
القصص..و هو اسلوب ناجح و جذّاب..من السهل ان يضيف اولياء الامور في قصصهم التي يقصونها علي ابنائهم قصصاً و طنية..قصصاً من ابطال وطنيين عبر التاريخ..قصص تُدعم الوجدان لأبناء الوطن..
الجرائد..من وسائل التثقيف العام..و لها فوائد في تكوين وجدان سياسي..و ايجاد اطار من المناقشات السياسية المفيدة لبنيان العقول..و تتنوع من قومية و حزبية الي كافة الانواع.
الندوات..من افضل الوسائل ليست فقط لتكوين وجدان سياسي ..بل و اثرائه..ان المناقشة المنضبطة ذات هدف مُحَدد سلفاً مع وجود عقليات مثقفة يمكن ان تؤدي الي ندوة ناجحة..ان المناقشات السياسية المحترمة تصل الي احترام الاراء مهما تباينت..و احترام عدم حَجر فكر علي فكر..و الوصول الي الهدف الاعظم..صالح الوطن..و تنوير المجتمع..
الرموز..توجد انواع من الرموز..سواء كات بشراً او غير ذلك مثل العَلم..سنبدأ بالرموز من رجالات الوطن..الرمز الايجابي و السلبي..الرموز بمختلف تصنيفها..اذ ان التصنيف حتماً يختلف..هنا نحن نتحدث عن تكوين وجدان سياسي..بمعني نذكر رجالات الوطن بدءاً من الملك مينا نارمر حتي مصر الحديثة..نذكر الايجابيات و السلبيات..في اطار محايد ..للوصول الي تكوين وجدان سياسي يحتمل التعددية و احترام تباين الاراء..دون توجيه او تحديد تيار..اذ ان تكوين وجدان سياسي هو مرحلة اولي تسبق تحديد تيار سياسي او مرحلة التوجيه السياسي..و عندما يحدد المرء تياره السياسي يبدأ تلقائياً في تحديد الرموز الايجابية من السلبية..حسب تياره و وجهة نظره التي تهيأ علي احتمال و احترام غيرها..و النوع الآخر مثل العَلم او الاثار او الممتلكات العَامة..هذه ايضاً رموز يقبلها البعض دون الآخر مثل الآثار التي قد لا يميل البعض لها..او حتي العَلم الذي لا يقبله البعض..اما في مرحلة الوجدان السياسي يجب ان يتعين علي المواطن ان يدرك ماهية هذه الرموز..و ان يحترمها..ثم يحدد مدي قبوله لها من عدمه مع الاحتفاظ بالاحترام لها في مرحلة التوجيه السياسي..
مرحباً..اجمع جُل المؤرخين علي ان مصر الحديثة بدأت مع عهد محمد علي عام 1805و لست اعلم هل يوجد رأي آخر بالنسبة لذلك..و اذا عدنا الي موضوعنا..الوجدان السياسي..الطريق الي تربية سياسة..فانني اري انه يتعين علينا احترام الرموز..حتي لو اختلفنا معها..و نأخذ محمد علي كمثال..هو مؤسس مصر الحديثة حسب تعبير المؤرخين..و له ايجابياته و سلبياته..علي الرغم انه لم يكن مصرياً علي الاطلاق..و أسس نظاماً مَلكياً ليس مصرياً علي الاطلاق..و يُعَد محمد علي نقطة خلاف بين ذوي الانتماءات السياسية المختلفة..الي درجة رفض البعض اقامة احتفالية بمناسبة مرور 200 عام علي توليه حكم مصر..و ما ادعو عليه هو احترام الرموز لانهه يرمزون للوطن..و في مرحلة التوجيه السياسي او الانتماء الي تيار دون الآخر يمكن للمواطن ان يحدد رأيه في الرموز..
الرمز لُغوياً عو لفظ مجرد يشير الي المرموز له فقط..بغض النظر ان كان رمزاً ايجابياً او سلبياً..بمعني..الصليب المعقوف هو رمز للنازية..هذا معروف..و لكن الاراء تباينت..بين النازيين الجدد الذين يرحبون بالرمز و المرموز له..و بين ضحايا النازية و الكثيرين ممن يرفضون الرمز و المرموز له..كلمة رمز هو لفظ مجرد يشير للمرموز له فقط..برج القاهرة مثلاً..يرمز الي مدينة القاهرة و الي عصر يرفضه الكثيرون و يقبله غيرهم..و الي موقف عن الامانة و عدم الخيانة كان حلقة الوصل فيه السيد حسن التهامي..و الموقف قابل للتصديق و للتكذيب..الا ان برج القاهرة هو مجرد رمز للقاهرة سواء رفضه البعض او قبله البعض الآخر..الهرم الاكبر و هو من رموز مصر القديمة..يقبله البعض كتحفة معمارية حضارية..و يرفضه البعض لانه مقبرة ملك..الا انه في النهاية رمز من رموز مصر القديمة..و في الوجدان السياسي..اري انه يتم التعريف بكل الرموز الشخصية و المادية للوطن..و في مرحلة التثقيف السياسي..يتم قبول و رفض الرموز تبعاً للاتجاه السياسي للمواطن..مع ضمان احترام كل الرموز كجزء من ثقافة التعددية و احترام الآراء الاخري..
المتاحف..ان زيارة المتاحف علي اختلافها لها تاثير عميق في عملية تكوين وجدان سياسي..و وضع اطار لنشأة سياسية..و المتاحف انواع..و اصناف..و لسنا في مجال لذكر انواعها هنا..الا انه شعور جيد ان في الوطن الغالي هذا الكم الكبير و المتنوع منها..من الضروري تشجيع نوعية الرحلات الي المتاحف التي تقوم بها المدارس و الاندية و الجامعات و المكتبات..و بالاضافة الي الرحلات الاسرية..خاصة ان الثقافة المصرية لم تعتد علي مبدأ الاجازة الاسبوعية و استثمارها فكرياً و ترفيهياً..و تربوياً..
المخابرات..من الأمور الني تُذكي الاحساس يالوطنية..و الانتماء..و ايجاد وجدان سياسي..تلقين النشء عن الابطال الذين عاتوا الامرين فداء للوطن..و ضحوا باعصابهم لعلاء شأنه..
من قرأ عن موضوع الحفّار..القصة التي حدثت عام 1969و التي تملأ نفوسنا بالفخر..من الضروري ان يتم التعريف دوماً بهذه البطولات لتدعيم تكوين وجدان سياسي قائم علي الانتماء..
كلما نضج الشعب و ازداد وعيه..كلما اصبح وجود وجدان سياسي ..و تكوين تربية سياسية..بمثابة امر طبيعي..و ليس ترفاً..إذ ان في ظل الجمود المعيشي و العلمي و الثقافي و السياسي..تصبح التربية السياسية امراً غير طبيعياً او غير مألوفاً..بل ربما يتحول الطموح العلمي و التركيز الأسري علي رفع مستوي المعيشة الي مبررات لتجاهل التربية السياسية..و يتحول ايجاد طريق سياسي و تعريف سياسي و تكوين سياسي عند النشء بمثابة امر تكميلي غير ضروري..نعم..ان وطننا الغالي في أمس الحاجة الي تربية ابنائنا علي وجدان سياسي محترم و راق..
الشهيد السادات 1 من العجيب ان يتوافر لرجل واحد وجدان سياسي ثري دوناً عن سائر الناس..و الأكثر عجباً ان يكون هذا الرجل رئيس الجمهورية..الذي استشرف المستقبل..ومضي في طريقه كالسهم..و افتقد الكثيرون الرؤية السليمة..بل و اتهموه بالخيانة..كان يسعي في نشر الديموقراطية..و دفع ثمن تعطش شعبه لحرية التعبير التي هي ركيزة اساسية في الديموقراطية..و اتخذ قرار سبتمبر الشهير..هذا القرار الديكتاتوري شكلاً..الحريص علي مصلحة وطنه موضوعاً..بل و كان استشهاده بهذه الصورة الدراماتيكية خير حماية لهدفه..اذ امتنعت اسرائيل عن الحديث بتعجيل التطبيع بسبب حالة الصدمة نتيجة النهاية المؤلمة..و استمر الجمود طيلة الستة اشهر دون ضغوط..و استلمت مصر ارضها..و لنا عودة..
مدينة السلام..هي شاهد فعلي عن موضوع الوجدان السياسي..إذ ان ازدهارها بدأ بإصرار الشهيد السادات علي استعادتها حرباً ثم سلماً..ذلك بسبب وجدان سياسي ثري استشرف الميتقبل و قرأ الواقع قراءة سليمة..قال موشي ديان وير الدفاع الاسرائيلي ابان نصر اكتوبر الخالد و وزير الخارجيبة ابان عملية كامب ديفيد ان شرم الشيخ في حالة حرب افضل من سلام بدون شرم الشيخ..و استمر الازدهار مع الرئيس مبارك الذي اكمل سياسات الشهيد السادات رغم الضغوط التي ادت الي اغتيال الشهيد السادات و الحالة المرتبكة في الوطن..و الرئيس مبارك في هذا صاحيب وجدان سياسي ثري و نقي..و الارهاب الذي اصاب مدينة السلام ليلة الاحتفال بذكري الصورة هو نتيجة فقر بل انعدام في الوجدان السياسي..لن نناقش الموقف من الناحية الامنية..و لكن بافتراض ان المرتكبين مصريون بغض النظر عن المخططين..فاننا نقف امام انعدام الوجدان اسياسي عند المنفذين..شتان الفارق بين المصري الذي اُريقت دماؤه في سيناء ليحررها عبر الحروب المخالفة..و بين المصري _المُفترض_ الذي اراق دماءه ليدمرها..ربما يكون هذا الحادث بمثاية الصدمة المطلوبة لاضاءة الطريق امام عملية تكوين وجدان سياسي عام يقوم بتوحيد الجميع امام الحفاظ علي الوطن..و الانتماء اليه..ربما يكون هذا الحادث الارهابي البشع بمثاية شعلة..شعلة تنوير سياسي من مدينة السلام..
الآن..ماذا يمكن ان نقدم اثراءاًً للوجدان السياسي الحالي..نقدم الايجابية..هي ما نحتاجه الآن في هذه المرحلة..الإيجابية..
الإيجابية..اود أن اسجل إعجابي بإيجابية الذين حضروا مؤتمرات المرشحين لرئاسة الجمهورية..كان حضوراً مُكثفاً..و مُعبراً..و التجربة حركت الكثير من الركود السياسي..و اود ان اشيد كمواطن بجميع التيارات..و نرجو ان ندخل مرحلة اكثر تطوراً في تعميق الوجدان السياسي..و الوعي الوطني ..
