التعليم الإلكتروني..مكملٌ لا بديل! مجلة القافلة (مارس - أبريل)
لكل عصرٍ صرعاته العلمية والثقافية، وإحدى أهم صرعات عصرنا بلا شك هي الشبكة العنكبوتية. التي نستخدمها عبر الإتصال بشبكة الإنترنت، بكل تطبيقاتها المختلفة في مجالات في الثقافة، والإعلام، والترفيه، والصحة، والخدمات الحكومية، ويأتي المجال التعليمي في قمة المجالات التي تحظى باهتمام كبير في الوقت الراهن، في الدول المتقدمة ودول العالم الثالث على حد سواء. بل ويبدو التنافس كبيراً بين ضفتي الأطلسي، بين دول الاتحاد الأوربي، ودول أمريكا الشمالية في هذا المجال. فالأوربيون يخشون من الهيمنة الأمريكية على مجال التعليم الإلكتروني، وسيطرت الشركات التجارية عليه، كما سيطرت على الإنترنت برأيهم، ويرغبون بأن تكون لهم كلمة في الأسس التي يقوم عليها هذا النوع التعليم. ولذلك قاموا بإنشاء العديد من الهيئات والمؤسسات والمجموعات البحثية التي تجري الأبحاث في مجال التعليم الإلكتروني، وأنفقوا عليها بسخاء. ظهر التعليم الإلكتروني المتصل بشبكة الإنترنت بوجه خاص، استجابة للتغيرات الاجتماعية والثقافية في عصر العولمة. فالحواجز التي أزالتها شبكة الإنترنت، فتحت للمرء آفاقاً جديدة ومكنته من الوصول إلى مصادر مختلفة للمعرفة وهو جالس في بيته أو مكتبه. وأصبح بإمكانه إلى حد كبير التغلب على العوائق المحلية، مثل نقص المصادر العلمية، أو قلة المتاح منها للجمهور، أو صعوبة التنقل (كما هو الحال بالنسبة للمرأة مثلاً)، أو عدم وجود عدد كافٍ من المقاعد الجامعية. كما أنه بالنسبة للعاملين بدوام كامل، أعطتهم فرصة لكي يواصلوا تطوير قدراتهم وهم على رأس العمل، وهو أمر ضروري في عصر التطورات المتلاحقة، وهذا الكم الهائل من المعلومات الجديدة كل يوم. فكثير مما تعلمناه في المدرسة والجامعة، سيصبح منتهي الصلاحية وبحاجة إلى تجديد في فترة قصيرة، خاصة في مجالات بعينها مثل تقنية المعلومات.
والتعليم الإلكتروني نوعٌ من أنواع التعليم المختلفة التي عرفتها البشرية عبر تاريخها، ولكن يخطيء من يظن بأنه الحل السحري لكل المشكلات التعليمية. بل إنه (من ناحية المنهج والمحتوى وطريقة التدريس) يعاني من السلبيات ذاتها التي يعاني منها التعليم التقليدي. فإذا كان المنهج الدراسي في أساسه متخلفاً عن الركب العلمي، أو مشوشاً وغير مكتمل، فإن نسخ هذه المعلومات ولصقها على الشبكة العنكبوتية سوف لن يقدم لنا تعليماً أفضل.
وقد تنبه الباحثون في مجال التعليم الإلكتروني، إلى أن مجرد توفير المادة العلمية على الشبكة، بالطريقة ذاتها التي تعرض بها في كتاب معروض، لا يعد فتحاً علمياً، ولا يؤدي إلى استغلال أمثل للطاقات الهائلة الكامنة التي تتيحها الشبكة. ولذلك أصبح التركيز على جعل هذا التعليم أكثر فائدة ومتعة في آن، وذلك عن طريق التعليم باستخدام الوسائط المتعددة مثل الصوت والصورة والحركة (ملفات الفلاش)، والتعليم التفاعلي (Interactive Learning). وهذا الأخير يؤدي إلى إشراك الطالبة في عملية التعلم، فهي تتعلم عن طريق المشاركة في حل المعضلة البرمجية أو الحسابية، ويستجيب البرنامج لردود أفعالها.
بل وتدور الأبحاث في الوقت الراهن حول التعليم المتكيف ( Adaptive Learning). وهو نوع من التعليم مصمم للتكيف مع قدرات الطالب الفرد ( مثل كونه مبتديء، متوسط، أو متقدم)، أو مجموعة بعينها من الطلاب، (مثل الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة)، أو استجابة للصفات المميزة للطالبة، أو للطريقة التي يرغب أن يتعلم بها الطالب. مثلاً هناك نوعية من الطلبة تستوعب أكثر عن طريق قراءة النصوص ورؤية الأمثلة، وآخرون يفضلون شرحاً مبنياً على الصور والصوت والعرض التفاعلي. ويتم ذلك عن طريق تجميع معلومات عن الطالب (بطرق مختلفة)، وحفظها في ملف خاص، ويتم عرض المادة العلمية وفقاً للمعلومات في هذا الملف الذي يجري تحديثه بشكل دوري. وهكذا يمكن أن يدرس المادة نفسها طالبان، لكن تقدم المعلومة لكل منهما بطريقة مختلفة. وهنا تبرز أهمية التعليم الإلكتروني، حين يقدم لنا شيئاً أفضل لا يستطيع التعليم التقليدي أن يجاريه، فالمعلم لا يستطيع أن يشرح الدرس بطريقتين مختلفتين كلياً في الوقت ذاته، بينما العكس صحيح بالنسبة لنظيره الإلكتروني. ولكن لا يزال هذا النوع من التعليم محدود الفائدة، بسبب الكلفة العالية لإنتاج محتوى بهذه الطريقة.
والآن هل التعليم الإلكتروني بديلٌ للتعليم التقليدي، وهل هو مناسبٌ للجميع؟ الجواب بالنسبة لي كباحثة في هذا المجال، هو لا، إذا كنا نتحدث عن تعليم إلكتروني بالمطلق (وليس كوسيلة مكملة لشرح الأستاذ)، وإذا كنا نتحدث عن طلبة المدارس والجامعات. فالتعليم ليس مجرد مادة علمية تسكب في عقول الطلبة، بل هي معايشة يومية، واحتكاك بالأتراب والمعلمين، وتكيفّ مع الجو التعليمي بشكل عام. وبالرغم من وجود تقنيات الدردشة، و المدونات، والمنتديات الإلكترونية، والتي يمكن أن تساهم بشكل جيد في عملية تبادل الخبرات والمعلومات، إلا أنها لا يمكن ان تكون بديلاً 100% عن الحضور لقاعات الدراسة. خاصة إذا كنا نتحدث عن التعليم الأساسي، ونسبة كبيرة من التعليم الجامعي لمرحلة البكالوريوس، بينما تبدو أكثر مناسبة لطلاب الدراسات العليا.
فالعامل الأهم في التعليم الذي لا يقوم على الحضور والانتظام في صف دراسي، هو أن نجاحه يعتمد بشكل أساسي على الدافع الذاتي للتعلم، والخاص بكل طالب على حده. فالطالب القادر على تنظيم وقته، والطالبة التي لديها رغبة داخلية هائلة للتعلم بأي ثمن، قد يجدان هذا النوع من التعليم الذي هو إلكتروني بالكامل مفيداً للغاية. وهذه غالباً صفات تتواجد في الطلبة الأكبر سناً، كطلبة الدراسات العليا، وكالمتدربين وهم على رأس العمل، وهذا الأخير يعرف بالتعليم المستمر مدى الحياة (Life Long Learning). بينما قد يصعب على طالب الثانوية العامة مثلاً أن يقاوم اللعب بالكرة، مقابل الجلوس وحيداً أمام الشاشة كل يوم ليفهم معضلة رياضية أو تجربة كيميائية لوحده ودون وجود معلم، ومبدأ ثواب وعقاب، ومشاركة زملائه من حوله. ويأتي السؤال من الجمهور، إذن هل نقدم على هذا النوع من التعليم أم لا؟ بالنسبة للطالب أو الطالبة، فقرار اللجوء لهذا النوع من التعليم بشكل كامل للحصول على درجة علمية وليس فقط دراسة دورات قصيرة، يجب أن يُبنى على عدم وجود بدائل أخرى تقليدية لدراسة هذا المنهج بعينه، أو للدراسة عموماً، ويفضل أن يكون لدى مقدم هذا النوع من التعليم، وجود فيزيائي على أرض الواقع، لأنه أكثر مصداقية. وإذا كانت الجامعة أو المؤسسة التعليمية توفر أيضاً مكاتباً محلية، حتى لو اقتصر الحضور إليها مرة واحدة خلال فترة الدراسة لأداء الامتحانات مثلاً، فهذا يجعلها بلا شك أفضل بكثير من المنهج الآخر الذي هو 100% على الإنترنت، إذا كان مستوى المادة العلمية متقارباً.
ولذلك لا يجب على الحكومات أن تنظر للتعليم الإلكتروني على أنه بديلٌ على إنشاء الجامعات، وتوفير المقاعد الدراسية للطلبة والطالبات. فالتعليم الإلكتروني الجيد، والذي تمت صياغة أدواته ومحتوياته بالتعاون بين التربويين ومختصي علوم الحاسبات جنباً إلى جنب، له فوائد كثيرة، ويفتح آفاقاً جديدة للمتعلم. إلا أنه يجب أن ينظر إلية كرافد من روافد المعرفة الحديثة، وعلى أنه مكملٌ لشرح الأستاذ، وللمصادر العلمية المتوفرة في المكتبات، لا كبديل كلي يتم الاستغناء به كلياً عن الجامعة التقليدية. وهو مناسب للاستزادة من المعرفة، خصوصاً للشخص البالغ، الذي أنهى تعليمه الجامعي، ولدراسات تخصصات بعينها يناسبها هذا التعليم، وله مستقبل واعدٌ في مجال التدريب، لكن لا ينبغي أن يطلب لذاته، بل للقيمة المعرفية الجديدة التي يمكن أن يقدمها.
لكل عصرٍ صرعاته العلمية والثقافية، وإحدى أهم صرعات عصرنا بلا شك هي الشبكة العنكبوتية. التي نستخدمها عبر الإتصال بشبكة الإنترنت، بكل تطبيقاتها المختلفة في مجالات في الثقافة، والإعلام، والترفيه، والصحة، والخدمات الحكومية، ويأتي المجال التعليمي في قمة المجالات التي تحظى باهتمام كبير في الوقت الراهن، في الدول المتقدمة ودول العالم الثالث على حد سواء. بل ويبدو التنافس كبيراً بين ضفتي الأطلسي، بين دول الاتحاد الأوربي، ودول أمريكا الشمالية في هذا المجال. فالأوربيون يخشون من الهيمنة الأمريكية على مجال التعليم الإلكتروني، وسيطرت الشركات التجارية عليه، كما سيطرت على الإنترنت برأيهم، ويرغبون بأن تكون لهم كلمة في الأسس التي يقوم عليها هذا النوع التعليم. ولذلك قاموا بإنشاء العديد من الهيئات والمؤسسات والمجموعات البحثية التي تجري الأبحاث في مجال التعليم الإلكتروني، وأنفقوا عليها بسخاء. ظهر التعليم الإلكتروني المتصل بشبكة الإنترنت بوجه خاص، استجابة للتغيرات الاجتماعية والثقافية في عصر العولمة. فالحواجز التي أزالتها شبكة الإنترنت، فتحت للمرء آفاقاً جديدة ومكنته من الوصول إلى مصادر مختلفة للمعرفة وهو جالس في بيته أو مكتبه. وأصبح بإمكانه إلى حد كبير التغلب على العوائق المحلية، مثل نقص المصادر العلمية، أو قلة المتاح منها للجمهور، أو صعوبة التنقل (كما هو الحال بالنسبة للمرأة مثلاً)، أو عدم وجود عدد كافٍ من المقاعد الجامعية. كما أنه بالنسبة للعاملين بدوام كامل، أعطتهم فرصة لكي يواصلوا تطوير قدراتهم وهم على رأس العمل، وهو أمر ضروري في عصر التطورات المتلاحقة، وهذا الكم الهائل من المعلومات الجديدة كل يوم. فكثير مما تعلمناه في المدرسة والجامعة، سيصبح منتهي الصلاحية وبحاجة إلى تجديد في فترة قصيرة، خاصة في مجالات بعينها مثل تقنية المعلومات.
والتعليم الإلكتروني نوعٌ من أنواع التعليم المختلفة التي عرفتها البشرية عبر تاريخها، ولكن يخطيء من يظن بأنه الحل السحري لكل المشكلات التعليمية. بل إنه (من ناحية المنهج والمحتوى وطريقة التدريس) يعاني من السلبيات ذاتها التي يعاني منها التعليم التقليدي. فإذا كان المنهج الدراسي في أساسه متخلفاً عن الركب العلمي، أو مشوشاً وغير مكتمل، فإن نسخ هذه المعلومات ولصقها على الشبكة العنكبوتية سوف لن يقدم لنا تعليماً أفضل.
وقد تنبه الباحثون في مجال التعليم الإلكتروني، إلى أن مجرد توفير المادة العلمية على الشبكة، بالطريقة ذاتها التي تعرض بها في كتاب معروض، لا يعد فتحاً علمياً، ولا يؤدي إلى استغلال أمثل للطاقات الهائلة الكامنة التي تتيحها الشبكة. ولذلك أصبح التركيز على جعل هذا التعليم أكثر فائدة ومتعة في آن، وذلك عن طريق التعليم باستخدام الوسائط المتعددة مثل الصوت والصورة والحركة (ملفات الفلاش)، والتعليم التفاعلي (Interactive Learning). وهذا الأخير يؤدي إلى إشراك الطالبة في عملية التعلم، فهي تتعلم عن طريق المشاركة في حل المعضلة البرمجية أو الحسابية، ويستجيب البرنامج لردود أفعالها.
بل وتدور الأبحاث في الوقت الراهن حول التعليم المتكيف ( Adaptive Learning). وهو نوع من التعليم مصمم للتكيف مع قدرات الطالب الفرد ( مثل كونه مبتديء، متوسط، أو متقدم)، أو مجموعة بعينها من الطلاب، (مثل الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة)، أو استجابة للصفات المميزة للطالبة، أو للطريقة التي يرغب أن يتعلم بها الطالب. مثلاً هناك نوعية من الطلبة تستوعب أكثر عن طريق قراءة النصوص ورؤية الأمثلة، وآخرون يفضلون شرحاً مبنياً على الصور والصوت والعرض التفاعلي. ويتم ذلك عن طريق تجميع معلومات عن الطالب (بطرق مختلفة)، وحفظها في ملف خاص، ويتم عرض المادة العلمية وفقاً للمعلومات في هذا الملف الذي يجري تحديثه بشكل دوري. وهكذا يمكن أن يدرس المادة نفسها طالبان، لكن تقدم المعلومة لكل منهما بطريقة مختلفة. وهنا تبرز أهمية التعليم الإلكتروني، حين يقدم لنا شيئاً أفضل لا يستطيع التعليم التقليدي أن يجاريه، فالمعلم لا يستطيع أن يشرح الدرس بطريقتين مختلفتين كلياً في الوقت ذاته، بينما العكس صحيح بالنسبة لنظيره الإلكتروني. ولكن لا يزال هذا النوع من التعليم محدود الفائدة، بسبب الكلفة العالية لإنتاج محتوى بهذه الطريقة.
والآن هل التعليم الإلكتروني بديلٌ للتعليم التقليدي، وهل هو مناسبٌ للجميع؟ الجواب بالنسبة لي كباحثة في هذا المجال، هو لا، إذا كنا نتحدث عن تعليم إلكتروني بالمطلق (وليس كوسيلة مكملة لشرح الأستاذ)، وإذا كنا نتحدث عن طلبة المدارس والجامعات. فالتعليم ليس مجرد مادة علمية تسكب في عقول الطلبة، بل هي معايشة يومية، واحتكاك بالأتراب والمعلمين، وتكيفّ مع الجو التعليمي بشكل عام. وبالرغم من وجود تقنيات الدردشة، و المدونات، والمنتديات الإلكترونية، والتي يمكن أن تساهم بشكل جيد في عملية تبادل الخبرات والمعلومات، إلا أنها لا يمكن ان تكون بديلاً 100% عن الحضور لقاعات الدراسة. خاصة إذا كنا نتحدث عن التعليم الأساسي، ونسبة كبيرة من التعليم الجامعي لمرحلة البكالوريوس، بينما تبدو أكثر مناسبة لطلاب الدراسات العليا.
فالعامل الأهم في التعليم الذي لا يقوم على الحضور والانتظام في صف دراسي، هو أن نجاحه يعتمد بشكل أساسي على الدافع الذاتي للتعلم، والخاص بكل طالب على حده. فالطالب القادر على تنظيم وقته، والطالبة التي لديها رغبة داخلية هائلة للتعلم بأي ثمن، قد يجدان هذا النوع من التعليم الذي هو إلكتروني بالكامل مفيداً للغاية. وهذه غالباً صفات تتواجد في الطلبة الأكبر سناً، كطلبة الدراسات العليا، وكالمتدربين وهم على رأس العمل، وهذا الأخير يعرف بالتعليم المستمر مدى الحياة (Life Long Learning). بينما قد يصعب على طالب الثانوية العامة مثلاً أن يقاوم اللعب بالكرة، مقابل الجلوس وحيداً أمام الشاشة كل يوم ليفهم معضلة رياضية أو تجربة كيميائية لوحده ودون وجود معلم، ومبدأ ثواب وعقاب، ومشاركة زملائه من حوله. ويأتي السؤال من الجمهور، إذن هل نقدم على هذا النوع من التعليم أم لا؟ بالنسبة للطالب أو الطالبة، فقرار اللجوء لهذا النوع من التعليم بشكل كامل للحصول على درجة علمية وليس فقط دراسة دورات قصيرة، يجب أن يُبنى على عدم وجود بدائل أخرى تقليدية لدراسة هذا المنهج بعينه، أو للدراسة عموماً، ويفضل أن يكون لدى مقدم هذا النوع من التعليم، وجود فيزيائي على أرض الواقع، لأنه أكثر مصداقية. وإذا كانت الجامعة أو المؤسسة التعليمية توفر أيضاً مكاتباً محلية، حتى لو اقتصر الحضور إليها مرة واحدة خلال فترة الدراسة لأداء الامتحانات مثلاً، فهذا يجعلها بلا شك أفضل بكثير من المنهج الآخر الذي هو 100% على الإنترنت، إذا كان مستوى المادة العلمية متقارباً.
ولذلك لا يجب على الحكومات أن تنظر للتعليم الإلكتروني على أنه بديلٌ على إنشاء الجامعات، وتوفير المقاعد الدراسية للطلبة والطالبات. فالتعليم الإلكتروني الجيد، والذي تمت صياغة أدواته ومحتوياته بالتعاون بين التربويين ومختصي علوم الحاسبات جنباً إلى جنب، له فوائد كثيرة، ويفتح آفاقاً جديدة للمتعلم. إلا أنه يجب أن ينظر إلية كرافد من روافد المعرفة الحديثة، وعلى أنه مكملٌ لشرح الأستاذ، وللمصادر العلمية المتوفرة في المكتبات، لا كبديل كلي يتم الاستغناء به كلياً عن الجامعة التقليدية. وهو مناسب للاستزادة من المعرفة، خصوصاً للشخص البالغ، الذي أنهى تعليمه الجامعي، ولدراسات تخصصات بعينها يناسبها هذا التعليم، وله مستقبل واعدٌ في مجال التدريب، لكن لا ينبغي أن يطلب لذاته، بل للقيمة المعرفية الجديدة التي يمكن أن يقدمها.