شجاعة أم تهور؟
الاختلاف سنة الله في الكون، خلقنا مختلفين في كل شيء، ومتشابهين في كل شيء في الوقت ذاته. نختلف بألواننا وأشكالنا وطبائعنا وخصالنا ولغاتنا وأمورٌ كثيرة لا تحصى. وفي الوقت ذاته فنحن نتشابه في أن لنا قلوبنا نحس بها، وعقولنا نفكر بها، وفي معرفتنا بمعنى الحزن والفرح والألم والراحة والطموح والفشل. وما بين التشابه والاختلاف على صعيد أو آخر يتشكل لنا إنسان متفرد. هذا الفردانية هي أبرز الملامح التي تميز البشر عن سواهم من المخلوقات حيث يصعب إيجاد الفوارق بسهولة بين حيوان ينتمي لفصيلة ما وآخر من نفس الفصيلة، والأمر نفسه بالنسبة للنباتات.
ومع ذلك نجد بأن بعض البشر يحاولون جاهدين إلغاء هذه الفوارق فيما بينهم، فيصرون على أن يشكلوا المرء ليصير واحداً منهم..نسخة من ملايين النسخ المتكررة، والويل لمن حاول أن يكسر الطوق، ويشذ عن القطيع! فهنا يبدأ هؤلاء في شحذ أسلحتهم لاعادته إليهم، سواء بالرفق أو القوة، بالوسائل المشروعة وغير المشروعة.
ومع أن التاريخ أثبت لنا أن كل الأنبياء أو القادة والعظماء والعلماء والفنانين والمبدعين كانوا ولا يزالون من أولئك الذين تحرروا بشكل أو بآخر من العقل الجمعي، وشذوا عن القاعدة بشكل كبير، والبشرية مدينة لهؤلاء النساء والرجال الذين " تمردوا" على الواقع، بكل التقدم والحضارة والانجازات، إلا أن معركة إرجاع الشاة الضالة إلى القطيع لا تزال مستمرة.
وتختلف حدة مقاومة التفرد والتميز الإنساني من شعب لآخر ومن حضارة لأخرى، ولأسباب عدة وخلال أوقات مختلفة من التاريخ البشري. وثقافتنا العربية في الوقت الراهن للأسف تميل إلى التقليد أكثر من الابتكار، بعكس ما كان الحال عليه في زمان عزها. ولذلك نجد بأن الفرد المتميز يعاني وبشدة في عالمنا العربي، سواء كان طفلاً أو امرأة أو شاباً أو حتى رجلاً بالغاً.
ترى ما هو الثمن الذي يدفعه المرء حين يقرر أن يخالف الآخرين فيما يقولونه، أو يعتقدونه أو يعملون به؟ وهل هذا الثمن يستحق أن يُدفع حقاً؟ هل عوائد الاستثمار تفوق رأس المال؟ ثم هل مخالفة الآخرين بشكل مطلق، أو لمجرد الاختلاف أو لتحدي الخطوط الحمراء، يُعد شجاعة وبطولة يستحق المرء التصفيق عليها؟ أم حماقة يمكن أن تكلفه حياته في بعض الأحيان؟
بشكل العام يمكن القول بأن الاختلاف يكون محموداً إذا لم يكن مقصوداً لذاته، بمعنى وجود هدف أو منفعة ترجى من وراءه، وأن يكون صادراً عن إيمان وقناعة، وأن لا يقصد به ابتداء الاساءة للآخرين ومعتقداتهم.
فلنعمل إذن لأن نكون متميزين، خاصة ونحن نقبل على عصر لا مكان فيه إلا لأولئك القادرين على أن يشعوا وسط الجموع، لكن لتكن قلوبنا صادقة، ونياتنا سليمة، وأهدافنا واضحة، وبعدها فليغضب من شاء، فهؤلاء سيدركون عاجلاً أو آجلاً بأنهم وأمثالهم في طريقهم للإنقراض.
الاختلاف سنة الله في الكون، خلقنا مختلفين في كل شيء، ومتشابهين في كل شيء في الوقت ذاته. نختلف بألواننا وأشكالنا وطبائعنا وخصالنا ولغاتنا وأمورٌ كثيرة لا تحصى. وفي الوقت ذاته فنحن نتشابه في أن لنا قلوبنا نحس بها، وعقولنا نفكر بها، وفي معرفتنا بمعنى الحزن والفرح والألم والراحة والطموح والفشل. وما بين التشابه والاختلاف على صعيد أو آخر يتشكل لنا إنسان متفرد. هذا الفردانية هي أبرز الملامح التي تميز البشر عن سواهم من المخلوقات حيث يصعب إيجاد الفوارق بسهولة بين حيوان ينتمي لفصيلة ما وآخر من نفس الفصيلة، والأمر نفسه بالنسبة للنباتات.
ومع ذلك نجد بأن بعض البشر يحاولون جاهدين إلغاء هذه الفوارق فيما بينهم، فيصرون على أن يشكلوا المرء ليصير واحداً منهم..نسخة من ملايين النسخ المتكررة، والويل لمن حاول أن يكسر الطوق، ويشذ عن القطيع! فهنا يبدأ هؤلاء في شحذ أسلحتهم لاعادته إليهم، سواء بالرفق أو القوة، بالوسائل المشروعة وغير المشروعة.
ومع أن التاريخ أثبت لنا أن كل الأنبياء أو القادة والعظماء والعلماء والفنانين والمبدعين كانوا ولا يزالون من أولئك الذين تحرروا بشكل أو بآخر من العقل الجمعي، وشذوا عن القاعدة بشكل كبير، والبشرية مدينة لهؤلاء النساء والرجال الذين " تمردوا" على الواقع، بكل التقدم والحضارة والانجازات، إلا أن معركة إرجاع الشاة الضالة إلى القطيع لا تزال مستمرة.
وتختلف حدة مقاومة التفرد والتميز الإنساني من شعب لآخر ومن حضارة لأخرى، ولأسباب عدة وخلال أوقات مختلفة من التاريخ البشري. وثقافتنا العربية في الوقت الراهن للأسف تميل إلى التقليد أكثر من الابتكار، بعكس ما كان الحال عليه في زمان عزها. ولذلك نجد بأن الفرد المتميز يعاني وبشدة في عالمنا العربي، سواء كان طفلاً أو امرأة أو شاباً أو حتى رجلاً بالغاً.
ترى ما هو الثمن الذي يدفعه المرء حين يقرر أن يخالف الآخرين فيما يقولونه، أو يعتقدونه أو يعملون به؟ وهل هذا الثمن يستحق أن يُدفع حقاً؟ هل عوائد الاستثمار تفوق رأس المال؟ ثم هل مخالفة الآخرين بشكل مطلق، أو لمجرد الاختلاف أو لتحدي الخطوط الحمراء، يُعد شجاعة وبطولة يستحق المرء التصفيق عليها؟ أم حماقة يمكن أن تكلفه حياته في بعض الأحيان؟
بشكل العام يمكن القول بأن الاختلاف يكون محموداً إذا لم يكن مقصوداً لذاته، بمعنى وجود هدف أو منفعة ترجى من وراءه، وأن يكون صادراً عن إيمان وقناعة، وأن لا يقصد به ابتداء الاساءة للآخرين ومعتقداتهم.
فلنعمل إذن لأن نكون متميزين، خاصة ونحن نقبل على عصر لا مكان فيه إلا لأولئك القادرين على أن يشعوا وسط الجموع، لكن لتكن قلوبنا صادقة، ونياتنا سليمة، وأهدافنا واضحة، وبعدها فليغضب من شاء، فهؤلاء سيدركون عاجلاً أو آجلاً بأنهم وأمثالهم في طريقهم للإنقراض.