عقل وعاطفة
صراعٌ قديم قدم تاريخ الإنسان ذاته..ذلك الذي يدور حول أيهما أولى بالسيادة والقيادة..العقل أم العاطفة؟..المنطق والحسابات والدلائل والحقائق..أم المشاعر والأحاسيس والرغبات والحدس؟
وصلتني قصة مترجمة تطرح هذا الموضوع بطريقة ذكية على هيئة سؤال..وتأخذ بيد القاريء لتجعله يكتشف بنفسه خطأ أو صواب رأيه. القصة تحكي عن مجموعة من الصبية الذين يقررون اللعب بجانب مسارين منفصلين لقطار..أحدهما معطل والآخر يعمل وهناك ما يدل على وضعية كليهما..تختار المجوعة إلا واحداً اللعب في المنطقة الخطرة..ثم يقبل القطار وأمامك فرصة واحدة لتوجهه إلى غير وجهته الأصلية..أي بأن تجعله ينحرف إلى المسار الآخر الذي لا يوجد فيه سوى طفل واحد..أو تتركه يكمل رحلته وتترك المجموعة تواجه مصيرها..فماذا ستختار؟
الغالبية كما هو متوقع ستختار أن تضحي بطفل واحد في سبيل حماية البقية..لعدة أسبابٍ منها تعودنا على أن الفرد أقل قيمة من الجماعة..ولأن العاطفة ستجعلنا نفكر بأنه من الأفضل أن تحزن أسرة واحدة على أن يصبح لدينا مأتم في كل منزل..لكن هل هذا قرار عاقل وعادل؟ ألم يعرف أولئك بأنهم كانوا ابتداء يلعبون في المكان الخطأ؟ ماذنب الطفل الذي التزم بالقوانين بأن يلقى حتفة حماية لمجموعة مستهترة؟ ثم ألا يمكن أن يترتب عل إنحراف المسار ضحايا أخر لا ذنب لهم هم ركاب القطار؟ وهكذا فإن مشاعرنا قد تخدعنا لأول وهلة..والقرارات المتسرعة قد توردنا المهالك..بدرجة لا تقل عن تلك التي يوردنا إياها التردد أيضاً..
والإنقياد الأعمى وراء العاطفة قد يكون مقبولاً على المستوى الإنساني في حالاتٍ خاصة فإنه ليس كذلك على مستوى الإدارة والقيادة..فالقوانين والنظم يجب أن توضع لتثبت الأوضاع الصحيحة..وتحمي الناس الشرفاء..لا لتبرر جرائم وحماقات المستهترين..ولا يعني اتفاق مجموعة من الناس على رأي ما واعتيادهم فعله وشيوعه أنه هو الصحيح..وأعتقد أننا نستطيع أن نلمح مواقف مشابهة في بلادنا التي تمر بفترة تحول غير مسبوقة..فهناك مجموعات تقف معارضة لكل إصلاح ولكل خطوة تغيير دون سند أو حجة..ولأنها تعرف أنها لا تملك أوراق فوز حقيقية..فهي تلجأ لورقة (الجوكر) الرابحة في مجتمعاتنا العربية المحافظة وهي اللعب على عواطف الناس ومشاعرهم وخوفهم من التغيير والمجهول..وبسبب ذلك تتعطل مصالح ويتأخر البناء ويعاني من ذلك الطبقات الأضعف في المجتمع..لأن صاحب القرار في هذه الحالة قرر أن يضحي بالطفل (الذي كان حق في ابتعاده عن موقع الخطر) ظناً منه أن الأولى احترام رأي الأغلبية ( أو أصحاب الصوت العالي) كما تقول أعتى الديمقراطيات الغربية..وهذا ليس الفعل الصواب دائماً..
لا شك أن حياتنا دون عواطف وبالاعتماد على العقل وحده ستغدو جافة وباهتة..فقليلٌ من العواطف ومن الإعتبارات الإنسانية مطلوبٌ في كل وقت وكل مكان..فالعاطفة لا بد أن تظل موجودة فبدونها لا نكون بشراً ..وإنما ليكن العقل هو من يقودها..خاصة حين يتعلق الأمر بمستقبل أمة وتاريخ وطن.
صراعٌ قديم قدم تاريخ الإنسان ذاته..ذلك الذي يدور حول أيهما أولى بالسيادة والقيادة..العقل أم العاطفة؟..المنطق والحسابات والدلائل والحقائق..أم المشاعر والأحاسيس والرغبات والحدس؟
وصلتني قصة مترجمة تطرح هذا الموضوع بطريقة ذكية على هيئة سؤال..وتأخذ بيد القاريء لتجعله يكتشف بنفسه خطأ أو صواب رأيه. القصة تحكي عن مجموعة من الصبية الذين يقررون اللعب بجانب مسارين منفصلين لقطار..أحدهما معطل والآخر يعمل وهناك ما يدل على وضعية كليهما..تختار المجوعة إلا واحداً اللعب في المنطقة الخطرة..ثم يقبل القطار وأمامك فرصة واحدة لتوجهه إلى غير وجهته الأصلية..أي بأن تجعله ينحرف إلى المسار الآخر الذي لا يوجد فيه سوى طفل واحد..أو تتركه يكمل رحلته وتترك المجموعة تواجه مصيرها..فماذا ستختار؟
الغالبية كما هو متوقع ستختار أن تضحي بطفل واحد في سبيل حماية البقية..لعدة أسبابٍ منها تعودنا على أن الفرد أقل قيمة من الجماعة..ولأن العاطفة ستجعلنا نفكر بأنه من الأفضل أن تحزن أسرة واحدة على أن يصبح لدينا مأتم في كل منزل..لكن هل هذا قرار عاقل وعادل؟ ألم يعرف أولئك بأنهم كانوا ابتداء يلعبون في المكان الخطأ؟ ماذنب الطفل الذي التزم بالقوانين بأن يلقى حتفة حماية لمجموعة مستهترة؟ ثم ألا يمكن أن يترتب عل إنحراف المسار ضحايا أخر لا ذنب لهم هم ركاب القطار؟ وهكذا فإن مشاعرنا قد تخدعنا لأول وهلة..والقرارات المتسرعة قد توردنا المهالك..بدرجة لا تقل عن تلك التي يوردنا إياها التردد أيضاً..
والإنقياد الأعمى وراء العاطفة قد يكون مقبولاً على المستوى الإنساني في حالاتٍ خاصة فإنه ليس كذلك على مستوى الإدارة والقيادة..فالقوانين والنظم يجب أن توضع لتثبت الأوضاع الصحيحة..وتحمي الناس الشرفاء..لا لتبرر جرائم وحماقات المستهترين..ولا يعني اتفاق مجموعة من الناس على رأي ما واعتيادهم فعله وشيوعه أنه هو الصحيح..وأعتقد أننا نستطيع أن نلمح مواقف مشابهة في بلادنا التي تمر بفترة تحول غير مسبوقة..فهناك مجموعات تقف معارضة لكل إصلاح ولكل خطوة تغيير دون سند أو حجة..ولأنها تعرف أنها لا تملك أوراق فوز حقيقية..فهي تلجأ لورقة (الجوكر) الرابحة في مجتمعاتنا العربية المحافظة وهي اللعب على عواطف الناس ومشاعرهم وخوفهم من التغيير والمجهول..وبسبب ذلك تتعطل مصالح ويتأخر البناء ويعاني من ذلك الطبقات الأضعف في المجتمع..لأن صاحب القرار في هذه الحالة قرر أن يضحي بالطفل (الذي كان حق في ابتعاده عن موقع الخطر) ظناً منه أن الأولى احترام رأي الأغلبية ( أو أصحاب الصوت العالي) كما تقول أعتى الديمقراطيات الغربية..وهذا ليس الفعل الصواب دائماً..
لا شك أن حياتنا دون عواطف وبالاعتماد على العقل وحده ستغدو جافة وباهتة..فقليلٌ من العواطف ومن الإعتبارات الإنسانية مطلوبٌ في كل وقت وكل مكان..فالعاطفة لا بد أن تظل موجودة فبدونها لا نكون بشراً ..وإنما ليكن العقل هو من يقودها..خاصة حين يتعلق الأمر بمستقبل أمة وتاريخ وطن.